العمق يا سي جوني

عن العمق نتحدث وعن العمق نكتب ونروي، مش عارف ايه هوس الناس وحبهم للعمق مع إنه شيء عادي ويمكن العيش من دونه يعني، ناس هدفها فعلاً في الحياة هو الوصول إلى غاية العمق وكماله مع إنك لو شفت إنسان عميق على رأيك الشخصي يعني ورحت سألته أنت عميق كدا ازاي هتلاقيه بيقولك هااا!!!. لأنه هو بنفسه ممكن ميعرفش إذا كان هو عميق ولا لأ، هو كل اللي بيعمله بيعبر عن اللي جواه بالطريقة اللي هو حاسسها، فالموضوعات اللي مهتم بيها وحابب يسمعها ويتكلم فيها ممكن تبان عميقة للناس مع إن الموضوعات دي بالنسبه له العادي بتاعه يعني.

الجملة كما يقال ليها معنى ظاهري ومعنى أخر داخلي عميق والمعنى الظاهري ده يتفق عليه جميع الناس إنما المعنى الداخلي ده بيختلف من شخص لأخر على حسب شخصيته،تربيته أو طريقة تفكيره أو على حساب فهمه لسياق الكلام ذات نفسه.

يكمن السؤال وهو ما هو سر ارتباط أغاني السيدة فيروز واللون الأسود بالعمق وما علاقة القهوة بكل ما سبق، العلاقة الوحيدة اللي ممكن تجمع الكلام ده كله هي حاجة واحدة وهي الدماغ أو المزاج، واحد بيحب يسمع لفيروز وبيحب اللون الأسود وبيشرب قهوة كتير وصودف إن الناس بتقول عليه عميق فعمموها بقى، فهل معنى الكلام ده إن الخواجة عشان يبقى عميق لازم يتعلم عربي ويسمع للسيدة فيروز وهل هذا أيضاً معناه ان اللي عنده حساسية من القهوة خلاص قطر العمق فاته؟؟

اللي اتكتب ده ملوش علاقة بالعمق أساسا ولكن إذا أردت أن تصل للعمق وتفسيره وأحكامه فيا سيدي هو ذلك السهل الممتنع،هي الأفكار اللي شكلها بسيط من كلامها ولكن التفكير فيها يطلع إن في دماغ متكلفة هي اللي وصلت للفكرة بنت الكلب دي، هي قوة داخلية تجتاح عقلك وبتكون يا روحك يا قلبك فقد اختلف العلماء على موقعها الفعلي.... فحبك للطبيعة عامة انعكاس لما هو داخلك من قوة العمق، يعني في ناس بتبص للشجرة أو الوردة ويقولوا شجرة زي أي شجرة أو وردة زي أخواتها وفي ناس تبص للشجر والورد وتسأل نفسها هي ليه الشجرة دي شكلها زعلان ودي شكلها عجوز ودي شكلها ضاع منها حاجة مهمة، كأنه شايف فيهم مشاعر بني آدمين وساعات بتوصل لفوانيس العربية، يعني في عربيات من فوانيسها كدا تحس إن العربية دي عصبية ودي طيبه ودي عجوزه ودي مدمعه....

لو كان للشخص العميق تعريفا مثالياً هيكون هو ذلك الشخص المؤمن كمال الإيمان ولكن الشك يملأ صدره، هو ذلك الشخص اللي ميعرفش ايه هو العمق ده، الخلاصة كدا الإنسان العميق ده شخص بيتصرف على طبيعته ومش بيهمه رأي الناس.