يا عزيزي كلنا متغطرسون

أقول قولي وأحاول أن أكتب ولا يدور في خواطري شيئاً سوى أن العربي يختلط بالإنجليزية داخل رأسي، وأحاول الكتابة ولكن بين ما يُكتب وبين ما يدور في الذهن فراسخ واميال مع كل حرف تبعد ولا تقترب أبداً من بعضها البعض. لا أدري ولا أعرف ولكن ما أشعر به هو أنني دون هوية دون تعريف لذاتي ولنفسي وهذا لا يعني أنني دون شخصية بل بالعكس فقوة شخصيتي هو ما تسبب في فقدان هويتي والحيرة، فأسأل نفسي سؤالاً واحداً وصريحاً ماذا تريد أن تفعل في حياتك، ما هي طموحك، ما هي أهدافك ما الذي يشفي غرورك!!!
بعض الناس، بل أغلب الناس تتمركز طموحهم حول إثبات أنفسهم للآخرين، إثبات أنهم أفضل من غيرهم، فما يهمهم حقاً هو إشباع غرورهم الخارجي، المظهري الذي ينظر الناس إليه ويرونه، أما غرورهم الداخلي الذي لا يعرفه أحد سواه، فقد تخلى عنه لكسب ما كسبه من جاه وسُلطة. فقد ترى طبيباً أراد أن يكون لاعباً لرياضة ما، وقد ترى مهندسا أراد أن يكون كاتباً ولكن عندما يوضع أمام الاختيار يسأل نفسه ماذا سيقول عني الناس لو صرت كذا مكان كذا وما خفي كان أعظم...

معرفش ايه اللي بيدور في المخروبة دماغكم، بس أنا عندي حرب داخلية سيكلوجيا، الفكرة كلها أحبتي هو أنا مش عارف أنا عايز ايه، أنا مش عارف أنا ليه مثلاً بذاكر غير إن أبويا وأمي ميزعلوش مني، أنا أه دخلت هندسة بس كان نفسي في علوم رياضة، حقيقي أنا معنديش غرور أنا عايز أحققه واوصله لأن كدا كدا أنا عارف إني لو عايز أوصل لحاجة هوصلها، هتقول عليا بقى متغطرس وشايف نفسي وبتاع، سيدي العزيز أكره أن أقول ذلك ولكن كلنا متغطرسون، وأول إثبات إن سيادتك متغطرس هو إنك دخلت كلية أنت مش عايزها أو يا سيدي دخلت كلية أنت عايزها أهو عشان بس مستواك الاجتماعي يبقى High وغلاوتك دي مش غطرسة؟؟.

أي حد بقى من الناس اللي زي حالاتي كدا بدأ الموضوع ده يضايقهم فمش بس كرهوا نفسهم لأ بالعكس كرهوا أكتر اليوم اللي عرفوا فيه هذه الحقيقة لأنهم كانوا ممكن يكملوا زي باقية الناس عادي ولا هم عارفين ولا دريانين بحاجة بس لما عرف وتوصل للحقيقة دي، أنا عن نفسي حسيت إن كل حاجة بقى غلط،بس لسه متوصلتش للحقيقة بتاعتهم فمش عارف بقى وفي نفس الوقت خايف اوصلها.. فهذا الجانب اللي ظهر فجأة بسبب قوة شخصيتك وبدأت تشكك في دوافعك الذاتية وتركتك تلوم نفسك، فبدأت رويداً رويداً تبتعد عن الناس ومش طايق حد وعايز تفضل لوحدك في اوضتك عشان تفهم عواقب معرفتك للحقيقة بس غصب عنك والجزمه فوق دماغك هتخرج. وما نحن سوا آدميون خطاؤون ونسّاؤون.